:: أعيديني إلى حضنك وضُمّني إلى صدرك :: السلمان

 

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



حدثيهم يا أمي كيف سيكون اشتياقي لكِ ، حدثيهم كيف سأبكي ليلاً حين أشتاق رائحة حنانكِ
وأخبريهم جميعاً أني أضعف بكثير من أن أفارقكِ !

الآن في اللحظة أشعر بفوران أشواقي إليكِ ، أشعر بيدكِ تطوّق وجهي و قلبي ، يعثرني الزمان والمكان ولا أصل إلى بياض البسمة المنطلقة من شفتيكِ كطائر أبيض تصل إلي بيضاء وتطبع قبلة على جبهتي ، فأشعر بدوران الأرض لكي أصل إليكِ !

الآن في اللحظة يا أمي ، صنعت لنفسي كوب قهوة ، تأملت كثيراً أن يحمل لي رائحة قهوتكِ ويديكِ وأنتِ تقدمينها لي صباحاً ، مساءً ، عصراً ، لايهم ، المهم أن يأتي بكِ الوقت كي تحضنين ابنتكِ المتيمه بحبكِ وبكِ وبقلبكِ وبعاطفتكِ !

الآن في اللحظة يا أمي ، بين أماني فرحي ودعاء حضوركِ إليّ ، أنتبه إلى صوتكِ ، ينبلج من صدر أشواقي ، فيعيش فيني صوتكِ مردداً : يا ابنتي ، كلما اشتقت إليّ ، ارفعي يديكِ وابعثي لي دعاءك ، وستجديني هنا في قلبك ، أقرب إلى روحك ، أستمع إليك !

الآن في اللحظة يا أمي ، تمرين أمامي كـ ظل ٍ يبتسم ، في المشهد أنا أتحسسك ِ ، ولكن سرعان ما يغيب هذا الطيف ، فأتحسس رأسي ، أصابتني حمى اللهفة يا أمي ، غارساً لهفتي بين صوتكِ وصورتكِ ، أهاتفكِ ليلاً متأخرتاً ، فتفزعين لابنتكِ ، : لا شيء يا أمي ، اشتقت لصوتكِ وإليكِ !

الآن في اللحظة يا أمي ، أعنون الذاكرة بكِ ، أرمي ببقية ذكرياتي بعيداً ، وأضعكِ في قلب الذاكرة وفي ذاكرة القلب ، وطفلٌةٍ هي أنا ، خائفه من أن تبتل ذكرياتها بـ دموعها !
وطفلٌه هي أنا ، كـ زهرة وسط الخريف ، تنتظر ربيع حضنكِ وحده !




م.ن

0 التعليقات:

 

iCoNzZz تم تعريب القالب بواسطة